.

منذ 10 ساعة و 7 دقيقة 0 117 0
الاعتماد الكلى على وسائل الذكاء الاصطناعي يهدد الفكر الانسانى
الاعتماد الكلى على وسائل الذكاء الاصطناعي يهدد الفكر الانسانى
بقلم: أحمد بكير ------------------- معرفتنا بالذكاء الاصطناعي لم تعُد محصورة في كونه وسيلة لرفع الكفاءة واختصار الوقت، بل أخذت تنزلق تدريجيًا إلى حالة من ادمان التعلق النفسي والاجتماعي المفرط بوسائله وأدواته. لقد تجاوز الإعجاب المشروع بقدرات الذكاء الآلى حدود العقلانية، ليتحول إلى اعتماد شبه مطلق يُقصي الدور الإنساني، ويستبدل الجهد الذهني بحلول جاهزة وسريعة. تعرفنا في البداية، أن الذكاء الاصطناعي مثل رافعة تساعد على تنمية القدرات، وتسهل الأعمال وتمنح الإنسان فسحة أوسع للتفكير العميق، والتحليل، والابتكار. غير أن الحقيقة ظهرت نقيضة لما توقعنا تمامًا؛ فبدل أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة توسّع المدارك، صار بديلاً يُغني عن عناء التفكير ذاته. هكذا انتقلت الفكرة من «المساندة» إلى «الإعفاء»، ومن الدعم إلى التخلي الطوعي عن واحدة من أهم خصائص الإنسان وهى القدرة على إنتاج المعانى. تتجسد هذه الإشكالية في مظاهر متعددة؛ مؤسسات تتبنى الذكاء الاصطناعي كشعار عصري أكثر منه ممارسة واعية، وطلاب أو موظفون يقدمون أعمالًا مصقولة شكليًا لكنها خاوية فكريًا. في هذه الحالات، لا يكون المكسب حقيقيًا، بل أقرب إلى خسارة تتخفى وراء الانبهار بقدرات هذا الذكاء الآلى، لأن الاعتماد "الكامل" على الآلة لا ينتج معرفة ولا يصنع خبرة، بل يؤدي إلى نوع من التآكل البطيء للقدرات الذهنية. فالعقل، إن لم يُستَخدم في التفكير والسؤال والتمحيص والمقارنة، يفقد حدّته تدريجيًا، كما تفقد العضلة قوتها إن  توقفت عن الحركة. المشكلة، في جوهرها، لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، فهي محايدة في أصلها، بل في طريقة تعاملنا معها. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعّالة في يد إنسان واعٍ بحدوده ومسؤولياته، لكنه يتحول إلى قوة طاغية حين يُسلَّم له زمام التفكير بلا ضوابط. المستقبل لن يُحسم لمن يمتلك أحدث الادوات "الخوارزميات"، بل لمن يحسن توظيفها دون أن يتنازل عن دوره العقلي، مدركًا أن التفكير ليس عبئًا يمكن تفويضه، بل جوهر إنساني لا غنى عنه.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

أحمد بكير
المدير العام
رئيس التحرير

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة